امتدت سطوة رجال أمن الدولة إلي كل شبر في مصر وأصبح يتحكم في تعيين كافة الموظفين الصغار قبل الكبار تسلل إلي الجامعة مرة تحت ستار حرس الجامعة وأخري كشف عن وجهه دون مواربة والسؤال الهام بعد رحيل الحرس الجامعي متي يرحل أمن الدولة الذي يدير ويحكم الجامعة بتقاريره الأمنية؟ توجهنا بهذا السؤال إلي أساتذة الجامعات وإلي العميد السابق بوزارة الداخلية محمود قطري والذين أكدوا أن أمن الدولة يعمل من خلف ستار الحرس الجامعي وأنه يتدخل في تعيين المعيدين وترقية الأساتذة وان كلامهم يمشي علي كافة المسئولين ووصفوا أمن الدولة بخباص الحكومة الذي ينقل كل شئ داخل الجامعة إليهم وطالبوا برحيله خلف الحرس الجامعي.
الدكتور عبدالجليل مصطفي أحد مؤسسي حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات والذي تم رفع قضية طرد الحرس من الجامعة باسمه أكد أنه يجب تنقية الجامعة من كل التدخلات الاتية من خارج الجامعة وكل الذين يريدون السيطرة علي الجامعة وإخراس وكتم أصوات الحرية داخلها.
وأشار عبدالجليل إلي أن خروج حرس الجامعة ربما لا يحل المشكلة حلاً كاملاً مع تواجد أمن الدولة داخل الجامعة، ولكن ربما هذا يحد من تواجدهم حيث أنهم لا يتواجدون بشكل رسمي ولكن هم يعملون من خلال طرق عديدة والمشكلة أن الحرس معروف ولكن أمن الدولة لا يعرفهم أحد ونتمني أن تغير الإدارات الجامعية من مواقفها المتخاذلة أمام هذه التدخلات.
وأكد أن أمن الدولة هو من يتحكم في كل شئ داخل الجامعة من تعيين الأساتذة إلي سفرهم خارج مصر واقامة الندوات وجماعة 9 مارس رصدت كل هذه الوقائع في كتابين مهمين جداً.
ويري الدكتور أحمد دراج أحد مؤسسي حركة 9 مارس أن قرار المحكمة موجه إلي كل التابعين لوزارة الداخلية داخل الجامعة وليس الحرس فقط، إلا أن أمن الدولة داخل الجامعة لا يظهر إلا من وراء ستار إلا أن القرار يشمله أيضاً مع أن رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي حاولوا لي عنق الحكم والذي تحدث عن الغاء قرار وزير الداخلية بالغاء الحرس الجامعي من المنشأ وبالتالي ينسحب القرار علي كل الجامعات وليس جامعة القاهرة فقط وأشار الدكتور دراج إلي أن أمن الدولة دخلوا الجامعة تحت ستار الحرس الجامعي بحجة حراسة المنشآت مع أنهم هم من يديرون الجامعة بعقلية أمنية وهي كارثة بكل المقاييس حيث أصبح بدون شك يتدخل في كل شئ وحكي الدكتور أحمد دراج واقعة حدثت معه هو شخصياً حيث نظم ورشة عمل لمناقشة القضايا التي تتبناها حركة 9 مارس في جامعة بني سويف واتفق مع الدكتور أحمد مرسي عميد الكلية وقتها علي دعوة أساتذة الجامعات من أعضاء جماعة 9 مارس وكان جميع المحاضرين شخصيات محترمة ولكن فجأة حدث لغط في الجامعة وتلقي الدكتور دراج مكالمة هاتفية من الدكتور أحمد مرسي مفادها إلغاء الورشة بتعليمات من أمن الدولة وطالب الدكتور دراج برحيل أمن الدولة مع الحرس الجامعي حيث أن أمن الدولة مثقل بأمور أخري ويجب أن يرحل من الجامعة خلف الحرس ويترك الجامعة للأساتذة الذين يعرفون جيداً كيف يديرون محراب العلم.
وقال الدكتور سالم سلام أحد مؤسسي حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات إن أمن الدولة داخل الجامعة في مأزق بعد الحكم حيث أن بعض الموظفين الإداريين والذين كانوا يقدمون تقارير لمباحث أمن الدولة سوف يمتنعون الآن عن ذلك بمقتضي الواجب الوظيفي لهم وسوف يتحدثون في هذه الأمور إلي رؤسائهم المباشرين حالة وجود مشكلة وأيضاً الحرس الجامعي كانوا أعين لأمن الدولة داخل الجامعات ويقوم أفراد الحرس بكتابة تقارير يومية لأمن الدولة.
من ناحيته قال العميد السابق بوزارة الداخلية محمود قطري إن وجود أمن الدولة وحرس الداخلية أضر بالجامعة وحجب عنها الدور السياسي وأضر بالثقافة السياسية علي مستوي المجتمع المصري بأكمله وهذا التأثير كان ينتفع به المجتمع حيث ان الجامعة هي الجهة الوحيدة القادرة علي تجمع معظم المثقفين ونتيجة لتدخل الأمن أفرخت الجامعة شبابا خائفا غير قادر علي المشاركة السياسية حيث ان الحرس الجامعي مثل الاحتلال وتغاضي رجال الحرس وقاموا بالاعتداء علي الفتيات داخل الجامعة رغم أن الشهامة المصرية تمنع ذلك والحكم بطردهم من الجامعة يؤكد أن هناك بصيص ضوء يتمثل في القضاء النزيه.
وأشار قطري إلي أن حرس الجامعة تابع لجهاز مباحث أمن الدولة حيث أن الحرس تابع إدارياً لمديريات الأمن ولكن تابع فنياً ويتلقي تعليماته من أمن الدولة ويكتب تقارير يومية لهم وحتي في تعيين ضباط الحرس فلابد من موافقة أمن الدولة ويري العميد محمود قطري أن أمن الدولة لا يتدخل في شئون الجامعة فقط ولكن في المصالح الحكومية.
نشر بتاريخ: 29/10/2010
[center]