مكة المكرمة
يبدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين الصعود على جبل عرفات لقضاء ركن الحج الأعظم. وكان أكثر من 3,5 مليون حاج بدأوا شعائر الحج امس بالتوافد الى مشعر منى القريب من مكة المكرمة لقضاء يوم التروية دون تسجيل أي حوادث. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكة المكرمة إلى منى تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة. ولوحظ توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى. واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات من عشرات المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، ومراكز هيئة الهلال الأحمر السعودي .
وأعلن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام بلغوا نحو 1,8 مليون حاج من 181 جنسية من جميع انحاء العالم . وقال في برقية رفعها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية، إن دخول حجاج بيت الله الحرام من الخارج عبر موانئ القدوم الجوية والبرية والبحرية أكتمل. وأعلن أن عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ 1,799,601 حاجاٌ عدد الذكور منهم 977,583 وعدد الإناث 822,018. واشار الى انه لأول مرة في تاريخ القدوم يصل عدد الحجاج القادمين من الخارج إلى هذا الرقم مسجلاٌ بذلك رقماٌ قياسياٌ لسنوات الحج حيث زاد العدد عن العام الماضي 180,747 حاجاٌ بنسبة قدرها 11,2 في المائة تقريباٌ.
وفي يوم التروية المصادف الثامن من شهر ذي الحجة امس، وهو اليوم الأول من شعائر الحج ينتقل الحجاج الى وادي منى حيث يبيتون. ويستعد الحجاج في مشعر منى للصعود الى جبل عرفات الذي يعرف بجبل الرحمة، وهو ذروة الحج وأهم أركانه. ومشعر منى الذي تنبض فيه الحياة كل سنة لمدة خمسة ايام، تحول الى بحر هائل من الخيام البيضاء. ويتجه الحجاج صباح اليوم الاثنين الى الجبل الذي يبعد عشرة كيلومترات جنوب شرق منى، ويمضون عليه يوما من الصلاة والدعاء والتأمل. وبعد مغيب الشمس ينزلون الى مزدلفة للمبيت وهي تقع في منتصف الطريق بين عرفات ومنى. وعادة يقوم الحجاج بجمع الحصاة في مزدلفة لاستخدامها في رمي الجمرات.
وأنفقت المملكة، مليارات الدولارات على تحسين منشآت خدمة الحجاج من اجل ضمان الانتقال السلس عبر المشاعر. وهذه السنة يدخل الخدمة للمرة الأولى “قطار المشاعر” الذي يعرف ايضا بمترو مكة، وقد افتتحت المرحلة الأولى منه وهي جزء من المشروع ينقل الحجاج بين منى وجبل عرفات عبر مزدلفة. أما جسر الجمرات حيث يقوم الحجاج بشعائر رمي الجمرات، فقد تمت توسعته وبات يتمتع بعدة طبقات، كما تم تنظيم الحركة عليه بدقة.
وقال حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إن طول قضبان مشروع السكك الحديدية الذي تكلف 1.8 مليار دولار يبلغ 18 كيلومترا وسينقل 180 ألف راكب هذا العام. وأضاف “ستكون لدينا سعة قدرها 72 ألف راكب في الساعة في العام القادم. سيتم تشغيل القطار بنسبة 35 في المئة من طاقته هذا العام. في العام القادم قد ينقل ما بين 500 ألف و600 ألف راكب”. وقال إنه نتيجة أن طاقته محدودة فإن القطار لن ينقل هذا العام إلا سكان السعودية أو دول الخليج الأخرى وفي العام القادم سيفتح أمام الجنسيات الأخرى. وقال وليد المشاور وهو حاج سعودي “سيكون هذا تحسنا كبيرا. أسعار التذاكر رمزية”.
وتنشر السلطات السعودية 981 مركزا متنوعا بين إطفاء وإنقاذ وإسعاف وإنقاذ مائي ومراكز للسلامة. وفي إطار الخدمات المقدمة للحجاج في منى بدأت وزارة المياه والكهرباء بمنطقة مكة اعتبارا من يوم الجمعة بضخ المياه عبر الشبكات العامة ودورات المياه والمشارب. ونشرت الأجهزة المعنية بالحج 2087 كاميرا لتأمين ومتابعة الحجاج في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة. ونصبت ثلاثين شاشة عملاقة موزعة على مناطق مختلفة في منى ستنقل صورا حية ومباشرة لتحركات حجاج بيت الله، إضافة إلى تثبيت أكثر من سبعين ألف برج وعمود لإنارة مكة المكرمة، بالإضافة إلى مشاركة 23 فرقة من إدارة المتفجرات وأربعة قواعد للطيران ينتشر فيها 15 طائرة تقدم خدمات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والمراقبة الجوية.
ونشرت السلطات أكثر من 17 ألف ضابط وفرد من قوات الأمن بدعم المروحيات تحسبا لأي طارئ. وعلى المستوى الصحي، أعلنت وزارة الصحة السعودية، الانتهاء من استعداداتها لتقديم الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام، وذلك في إطار حملة تحت عنوان “صحة ضيوف الرحمن لنا عنوان”.
وقالت الوزارة إنها جهّزت في إطار هذه الحملة 145 سيارة إسعاف وهيّأت 24 مستشفى و137 مركزا صحيا في المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، مزودة بأحدث الأجهزة الطبية، وتتوفر على جميع الأدوية التي يحتاجها الحجاج.